الصنارة

... وتوقف نبض بيروت!
سوزان أبو سعيد ضو
أعلن الفريق التشيلي منذ قليل عن توقف مساعيه في البحث عن ناجين بعد أن توقف #نبض_بيروت وهو الهاشتاغ "الوسم" الذي أصبح الأكثر رواجا على مواقع التواصل الإجتماعي، وهو النبض الذي رصده كلب الفريق التشيلي "فلاش" يوم الأربعاء، ثم عادت المعدات الدقيقة لدى الفريق بتسجيله لمرات عدة خلال الـ 24 ساعة الماضية، لتختفي الإشارة مساء اليوم، بعد أن استمر النبض لشهر كامل، وليحبط أملا آخر وبصيص نور في وطن الأرز!
وقد تابع الكثيرون في لبنان والعالم، أخبار البحث على ما ظنه الفريق التشيلي، نبضا لطفل في أحد مباني مار مخايل في ضاحية الأشرفية شرق بيروت المدمرة نتيجة الإنفجار، ونصب "فلاش" بطلا دون منازع، وبالمقابل فقد ضجت مواقع التواصل الإجتماعي، بالهجوم على السلطة التي تثبت يوما بعد الآخر إفلاسا معنويا واقتصاديا واجتماعيا وسياسيا وفي كافة مجالات الحياة.
فقد كان اللافت تقاعص الدولة، فالرافعة قدمتها أستاذة جامعية تدعى ميليسا فتح الله، والإضاءة تم توفيرها من قبل الصليب الأحمر، وساهم متطوعو الدفاع المدني بدور رئيسي في البحث وهم المهدورة حقوقهم منذ سنين، وكان الدور الوحيد الذي لعبته الدولة هو تسطير محضر ضبط بحق الرافعة وفقا للجديد، لا بل ساهمت في تأخير وصول فريق الإنقاذ التشيلي المتمرس في هذه المهام وفرق الإنقاذ الأخرى طوال الفترة الماضية، وبالمقابل فكان جل اهتمامها متابعة تشكيل الوزارات للقيام بما تتطلبه القوى الإقليمية للحصول على المزيد من الديون، لإشباع الفساد والهدر والزبائنية، بينما ضحايا الرابع من آب/أغسطس سواء قتلى الإنفجار والجرحى والمهجرين من بيوتهم، لم ينصفهم تحقيق ولم يتم تحديد جانٍ، وليس ذلك فحسب، بل رفض وزراء الإدلاء بشهاداتهم في هذا المجال، إمعانا في المماطلة في التحقيق، وإهدارا لوقت العدالة والاقتصاص من المجرمين.
الأسئلة كثيرة، إلى متى ننتظر العدالة؟ إلى متى يتسلح المسؤولون بالحصانة؟ وإلى متى ستظل تحمي القوانين الجناة الحقيقيين؟ ومن سينصف اللبنانيين جميعا من سلطة جائرة متحكمة بحياة وحاضر وماضي ومستقبل الناس؟ والسؤال الأهم، أليس من حاول إنقاذ نبض قلب في بيروت بغريزته وتدريبه أفضل من الحكومات المتعاقبة التي أغرقت البلاد واستنزفت الإقتصاد وبإهمالها هدمت حوالي نصف بيروت، وبعدها ألم تعد صفة كلب، أرفع من كثير من المقامات؟
Photo Credits: @DebsIvan via Twitter