الصنارة

صرخة مدوية من مدير مستشفى الحريري... والأدوية المزمنة مفقودة في الأسواق!
سوزان أبو سعيد ضو
الصرخة التي أطلقها مدير عام مستشفى رفيق الحريري الجامعي، تشي بأزمة الدواء في لبنان، فقد غرد الدكتور فراس الأبيض على صفحته على موقع التواصل الإجتماعي "تويتر" أمس: "في تقرير اليوم من قبل قسم الطوارئ للحالات غير المتعلقة بوباء كوفيد 19، تضاعف عدد حالات الدخول في حالات الطوارئ إلى وحدة رعاية القلب مؤخرًا بشكل رئيسي بسبب زيادة المرضى الذين يعانون من قصور القلب غير القادرين على العثور على الأدوية اللازمة بما في ذلك فوروسيميد Furosemide، وهو مدر للبول غير مكلف".
يبلغ سعر هذا الدواء حوالي 6 آلاف ليرة، ولكن آلت الجهات الموفرة للدواء من تجار الأدوية والعقاقير أن يكلفوا المريض صحته وربما حياته، والدولة آلاف الدولارات بين دخول المستشفى والعلاجات المختلفة، علما أن وزير الصحة قد كشف في وقت سابق، وجود مستودعات تحوي كميات من الدواء تكفي البلاد ثلاثة أشهر، فلماذا لا يتم تأمينها للصيادلة، الذين يعانون لجهة تدني مداخيلهم، فضلا عن تفاعلهم الإنساني مع المرضى عند إجابتهم لا يوجد هذا الدواء، وخصوصا علاجات الأمراض المزمنة.
وهذا الوضع يعاني منه جميع مرضى الأمراض المزمنة، حيث يقصد المواطن عشرات الصيدليات ولا يجد ضالته، ما يشي بأزمة كبيرة، تميل إلى التفاقم، ومع عدم قدرة المستشفيات على استيعاب هذه الحالات، فإن حالة هؤلاء المرضى الصحية تتجه إلى حالات مرضية مستعصية قد تؤدي إلى مضاعفات وآلام مبرحة وحتى الوفاة.
كما وأن هناك معلومات أمنية، بأن الدواء يجري تهريبه بصورة معاكسة، فبعد أن كان يجري تهريبه من مصر وتركيا وسوريا، وبسبب انخفاض سعر الدواء في لبنان والدعم، بات أقل كلفة من هذه البلدان، ويتم تهريبه إليها،
ومنذ ساعات في المطار، أفيد أن فصيلة التفتيشات في قوى الأمن الداخلي في مطار رفيق الحريري الدولي وفي إطار مكافحتها لتهريب المواد المدعومة وخصوصا الدواء، تمكنت مجددا من ضبط كمية من الأدوية مع أحد المسافرين من المطار إلى اسطنبول، وقد باشرت فصيلة الضابطة الإدارية والعدلية في المطار اتخاذ الإجراءات اللازمة.
وكانت القوى الامنية قد أحبطت في مطار بيروت الدولي منذ اسبوع عمليتي تهريب أدوية الى كل من مصر والعراق، والموجهة الى مصر مخبأة بطريقة مبتكرة، حيث عمد المسافر إلى تعبئة الأدوية في علب الدخان، بعدما تمت إزالة الدخان منها، وأخرى الى العراق، وأحيلت الأدوية المهربة والأشخاص المهربون الى فصيلة الضابطة الإدارية والعدلية في المطار لمتابعة التحقيقات، كما تم منع مرور كمية من الأدوية موضبة داخل بريد دبلوماسي عائد الى إحدى السفارات، ما يشير كما سبق وذكرنا، فـ "الآية انعكست" الدواء يُهـّرب الآن بالعكس من لبنان إلى الخارج، فيما كان يُهـّرب في السابق إلى لبنان!