الصنارة

البصمة الكربونية... كم كوكب أرض نحتاج؟
سوزان أبو سعيد ضو
على الرغم من اعتبار نفسي ناشطة في مجال البيئة، وأحاول قدر الإمكان اتباع أسلوب الاستدامة في الحياة، إلا أنني فوجئت عندما قمت بإجراء فحص "البصمة البيئية" على أحد المواقع التي تقوم بتحليل نشاطاتك اليومية والحياتية، أنه لو عاش سكان الأرض مثلما أعيش، واتبع العادات نفسها، فسنحتاج إلى 2.3 أرض لتكفي احتياجاتنا، فكم كوكب أرض نحتاج؟
والموقع واسمه Foot Print Calculator وعبر سلسلة من الأسئلة يبحث في عاداتك اليومية ونظامك الغذائي والمواصلات التي تستخدمها، وهل تشتري من السوق المحلي أو تستورد، وتفاصيل عدة، يمكن لكل شخص منا أن يدخل بياناته، ويمكنه أن يجد الخلاصة لبصمته البيئية ومدى مساهمته في استنزاف هذا الكوكب المعطاء.وعند محاولة الإجابة على السؤال المرفق، لماذا لا يمكن أن تكون بصمتي البيئية ضمن كوكب واحد لا 2.3 كوكب أرض، فعلى سبيل المثال، وفقا للموقع فإنه على الرغم من استهلاكي القليل للمنتجات الحيوانية، إلا أن عدم استخدامي لوسائل المواصلات العامة وكون المنزل لا يراعي الإستدامة، فإن اتبع الجميع طريقة حياتي، فإن موارد الأرض ستستنزف بحلول 9 حزيران (يونيو)، وعند تحديد مواطن الخلل، تبين أن المنزل وشراء الحاجيات والخدمات تجعلني أحتاج إلى 3.9 هكتارا من الأراضي لتلبية احتياجاتي، وأن طريقة الحياة التي اتبعها تنتج 7.4 طن من ثاني أوكسيد الكربون في السنة، وهي نسبة مقاربة لمواطن في الولايات المتحدة الأميركية وأقل بكثير من دول الخليج العربي، وأكثر بكثير من سكان أفريقيا.
وكان السؤال الأخير، كيف تشعر؟ وكان جوابي الآني... Shocked بالصدمة، على الرغم من خيارات متعددة أخرى، حيث أن مساهمتي بإنتاج ثاني أوكسيد الكربون ضعفي وأكثر من المعدل اللبناني (في العام 2017).
بالمقابل، عرض الموقع حلولا عدة، فلجهة المسكن، محاولة تحويله نحو الإستدامة باستخدام الطاقة المتجددة، واستخدام مواد العزل لحفظ الحرارة، ولناحية استخدام المواصلات العامة، فهذا يحتاج لخطة وطنية تساهم في تشجيع هذا القطاع وردفه بالطاقة المتجددة، فضلا عن استخدام Carpooling أي أن يكون معي عدة أشخاص في رحلة السيارة، وبذلك نوفر في مصروف الطاقة في المواصلات، وحلول أخرى في الطعام، وفي إدارة النفايات أيضا، وربما بعدم استخدام مشتقات الألبان والأجبان بصورة يومية، وعندها قد أعود لفحص بصمتي الكربونية، وقد يمكن أن أجد أرقاما جديدة تغير هذه البصمة الكربونية، وأن أتمكن من خفضها إلى الحضيض. وعلى الرغم من كون المقاربة في الموقع ليست دقيقة تماما، فإن الصورة العامة قد تصدم، بأنك على الرغم من اقتناعك بأنك تقوم بكافة الممارسات البيئية المستدامة، إلا أن هناك مجالات يمكن تحسين أداءك ليتلاءم مع كوكب الأرض بصورة أفضل!
الآن إسأل نفسك ما هي بصمتك الكربونية؟ قم بإجراء هذا الفحص، واتبعه بسؤال، هل يمكن أن تعدّل ممارساتك لإنقاذ كوكب الأرض؟